كان الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) مع أصحابه بمثابة الأب الحاني، والصاحب المعطاء، فهو الساهر على مصالحهم، ويفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، ويشاركهم مشكلاتهم، ويعينهم على حلها، ويقترح عليهم ما يصلح شأنهم، ويعلمهم ما يجهلون من شؤون الحياة، ولهذا كانوا يرون فيه الشفيق عليهم والناصح والمعلم لهم، يستشيرونه في أمورهم ، ويطلبون رأيه فيما يعضل عليهم، وهو لا يتململ ولا يتأفف ولا يضجر، يقول صاحبه وخليفته عثمان بن عفان: لقد صحبنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير([1]).وقال أبو سفيان - وهو يومئذ عدو لمحمد (صلى الله عليه وسلم) - : ما رأيت من الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمد محمدًا([2]).وقال صاحبه سعد بن معاذ يوم بدر: يا نبي الله! ألا نبني لك عريشًا؛ تكون فيه ونعد ركائبك فنلقى عدونا؛ فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببناه، وإن كانت الأخرى جلستَ على ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا؛ فقد تخلف عنك أقوام ما نحن بأشد حبًّا لك منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حربًا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم، ويناصحونك، ويجاهدون معك.وقد حكَّم الصحابةُ محمدًا في أنفسهم وأموالهم؛ فقالوا: يا رسول الله! هذه أموالنا بين يديك فاحكم فيها بما شئت، وهذه نفوسنا بين يديك، فلو استعرضت بنا البحر لخضناه، نقاتل بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك([3]).وقال صاحبه عمرو بن العاص: ما كان أحد أحبَّ إليَّ من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولا أجلّ في عيني منه، وما كنت أُطيق أن أملأ عيني منه؛ إجلالاً له، ولو سُئلت أن أصفه ما أطقتُ؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه.([4])وسُئل علي بن أبي طالب: كيف كان حبكم لرسول الله؟ قال: «كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ».([5])
لقد كان يشعر الجميع بأبوته (صلى الله عليه وسلم) الصغير منهم والكبير، حتى من كان متقدمًا عليه في السن كان يشعر هذا الشعور أيضًا، حتى إنه كان يقول لهم فيما رواه أبو هريرة عنه (صلى الله عليه وسلم): «إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلِّمكم» ([6]).ولذلك حينما يسأل العباس عمه: أيكما أكبر؟! فإذا به يقول: «رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أكبر، وأنا وُلِدْت قبله»!.ويحكي خادمه أنس أنه دعاه ذات يوم؛ فقال له: «يا بُنَيّ! إذا دخلتَ على أهلك فسلِّم؛ يكن بركةً عليك وعلى أهل بيتك» ([7]).وكان أحدهم ُيسِرّ لمحمد (صلى الله عليه وسلم) بما لا يُسِرّ به لأقرب الناس إليه، فيذكر القرآن أن امرأة كبيرة استأذنت عليه فحدثته حديثًا قريبًا من الهمس لا يسمعه أحد، واشتكت له شكواها، فأنزل الله في القرآن قوله تعالى: (المجادلة: ١)، تقول عائشة: «إنها كانت في الحجرة ذاتها ولم تكن تسمع حديث المرأة»([8]).ويقول أنس - وكان صبيًّا - : « أتى علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا ألعب مع الغلمان، فسلَّم علينا، فبعثني إلى حاجة، فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لحاجة، قالت: ما حاجته؟ قلت: إنها سر، قالت: لا تحدثن بسر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحدا..»([9])وحذيفة بن اليمان يختصه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسِرّ لا يعلمه أحد من الصحابة إلا حذيفة، وهو سر أسماء المنافقين، فكان هذا سرًّا مشتركًا بينه وبينهم.وفاطمة يُسِرّ إليها (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يموت بلحظات قليلة؛ فقال لها، فبكت، وقال لها آخر فضحكت؛ فأما الأول فإن موته في هذا المرض، وأما الآخر فإنها أول أهله لحوقًا به ([10]). وحفظت سِرّه وما أخبرت به إلا بعد موته.ان شاء الله يكون اعجبكم هذا الموضغ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لقد كان يشعر الجميع بأبوته (صلى الله عليه وسلم) الصغير منهم والكبير، حتى من كان متقدمًا عليه في السن كان يشعر هذا الشعور أيضًا، حتى إنه كان يقول لهم فيما رواه أبو هريرة عنه (صلى الله عليه وسلم): «إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلِّمكم» ([6]).ولذلك حينما يسأل العباس عمه: أيكما أكبر؟! فإذا به يقول: «رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أكبر، وأنا وُلِدْت قبله»!.ويحكي خادمه أنس أنه دعاه ذات يوم؛ فقال له: «يا بُنَيّ! إذا دخلتَ على أهلك فسلِّم؛ يكن بركةً عليك وعلى أهل بيتك» ([7]).وكان أحدهم ُيسِرّ لمحمد (صلى الله عليه وسلم) بما لا يُسِرّ به لأقرب الناس إليه، فيذكر القرآن أن امرأة كبيرة استأذنت عليه فحدثته حديثًا قريبًا من الهمس لا يسمعه أحد، واشتكت له شكواها، فأنزل الله في القرآن قوله تعالى: (المجادلة: ١)، تقول عائشة: «إنها كانت في الحجرة ذاتها ولم تكن تسمع حديث المرأة»([8]).ويقول أنس - وكان صبيًّا - : « أتى علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا ألعب مع الغلمان، فسلَّم علينا، فبعثني إلى حاجة، فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لحاجة، قالت: ما حاجته؟ قلت: إنها سر، قالت: لا تحدثن بسر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحدا..»([9])وحذيفة بن اليمان يختصه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسِرّ لا يعلمه أحد من الصحابة إلا حذيفة، وهو سر أسماء المنافقين، فكان هذا سرًّا مشتركًا بينه وبينهم.وفاطمة يُسِرّ إليها (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يموت بلحظات قليلة؛ فقال لها، فبكت، وقال لها آخر فضحكت؛ فأما الأول فإن موته في هذا المرض، وأما الآخر فإنها أول أهله لحوقًا به ([10]). وحفظت سِرّه وما أخبرت به إلا بعد موته.ان شاء الله يكون اعجبكم هذا الموضغ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]