قال النبي صلى الله عليه وسلم ( على كل مسلم صدقة قالوا فإن لم يجد قال فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قالوا فإن لم يستطع أو لم يفعل قال فيعين ذا الحاجة الملهوف قالوا فإن لم يفعل قال فيأمر بالخير أو قال بالمعروف قال فإن لم يفعل قال فيمسك عن الشر فإنه له صدقة )
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
تفسير الحدبث :
قَوْله : ( فَإِنْ لَمْ يَجِد )
؟ أَيْ مَا يَتَصَدَّق بِهِ
( قَالَ : فَيَعْمَل بِيَدَيْهِ )
قَالَ اِبْن بَطَّال : فِيهِ التَّنْبِيه عَلَى الْعَمَل وَالتَّكَسُّب , لِيَجِد الْمَرْء مَا يُنْفِق عَلَى نَفْسه وَيَتَصَدَّق بِهِ وَيُغْنِيه عَلَى ذُلّ السُّؤَال . وَفِيهِ الْحَثّ عَلَى فِعْل الْخَيْر مَهْمَا أَمْكَنَ , وَأَنَّ مَنْ قَصَدَ شَيْئًا مِنْهَا فَتَعَسَّرَ فَلْيَنْتَقِلْ إِلَى غَيْره .
قَوْله : ( فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ , أَوْ لَمْ يَفْعَل )
هُوَ شَكّ مِنْ الرَّاوِي .
قَوْله : ( فَيُعِين ذَا الْحَاجَة الْمَلْهُوف )
أَيْ بِالْفِعْلِ أَوْ بِالْقَوْلِ أَوْ بِهِمَا .
قَوْله : ( فَإِنْ لَمْ يَفْعَل )
؟ أَيْ عَجْزًا أَوْ كَسَلًا .
قَوْله : ( فَلْيَأْمُرْ بِالْخَيْرِ , أَوْ قَالَ بِالْمَعْرُوفِ )
هُوَ شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي أَيْضًا .
قَوْله : ( فَإِنْ لَمْ يَفْعَل ؟ قَالَ : فَلْيُمْسِكْ عَنْ الشَّرّ إِلَخْ )
. قَالَ اِبْن بَطَّال : فِيهِ حُجَّة لِمَنْ جَعَلَ التَّرْك عَمَلًا وَكَسْبًا لِلْعَبْدِ خِلَافًا لِمَنْ قَالَ مِنْ الْمُتَكَلِّمِينَ إِنَّ التَّرْك لَيْسَ بِعَمَلٍ , وَنُقِلَ عَنْ الْمُهَلَّب أَنَّهُ مِثْل الْحَدِيث الْآخَر " مَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَة .